كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من أمير قطر حمد آل ثاني
الشيخة موزة تحتل جانبا هاما" من كتاب الزميل الدكتور أسامة فوزي الجديد ” حكام ونسوان ” الذي سيصدر في لندن قريبا ومع أن الشيخة موزة لم تكن الوحيدة من شيخات الخليج اللواتي يحضرن المؤتمر المذكور … فقد جلست على يمينها الشيخة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة زوجة حاكم مشيخة البحرين الملك حمد … إلا أن الشيخة موزة – وفقا لما ورد في كتاب الزميل فوزي – تمكنت من خطف الأضواء والاستئثار بها بخاصة وإنها لم تمانع في التقاط الصور لها … وقيل في حينه أن الشيخة تحاول أن تكرس صورة قطر ” الحديثة “.لكن مساعي الشيخة موزة وزوجها – كما يقول الدكتور أسامة / سوف تصطدم بحقائق التاريخ بخاصة وان المشيخة بتكوينها الحالي لم تكن أكثر من ” غلطة ” من غلطات التاريخ … تداخلت فيها فضائح أخلاقية ومالية وجنسية وصراعات على النفوذ بين أفراد العائلة الواحدة وغدر بالمحارم توجه الحاكم الحالي الشيخ حمد الذي طرد والده العجوز من الحكم واتهمه بالسرقة والاختلاس وتركه يعتاش على الهبات في السعودية وغيرها من دول الخليج .وجاء في الكتاب أن الشيخة موزة نفسها كانت ضحية لصفقة مالية وسياسية بين أبيها ناصر المسند والحاكم السابق خليفة فقد كان ناصر المسند من أهم المعارضين للحكم وتزويج ابنته من ابن الحاكم تم عبر صفقة سياسية تخلى بموجبها المعارض عن معارضته في مقابل نفوذ من نوع خاص لم يكن الشيخ خليفة نفسه يتوقع أن يتطور إلى درجة تصبح فيها العروس الضحية الصفقة ” موزة ” هي الحاكم الفعلي في قطر والعقل المدبر لعملية انقلاب ابيض أطاح بالشيخ الأب خليفة بل وأطاح بأولاد زوجها حمد من زوجاته الأخريات .وكانت المواجهة الإعلامية الأخيرة التي وقعت بين القطريين والمصريين والتي بدأت بتطاول وزير الخارجية القطري على مصر وتهكمه على المصريين قد كشفت النقاب عن أسرار عديدة تتعلق بالأسرة الحاكمة في قطر … فقد كتب عادل حمودة الذي كان آنذاك رئيسا لتحرير مجلة روزاليوسف مقالا بعنوان ” ملف الفجور السياسي في الدوحة ” و ” الانقلابات العائلية في قطر ” و ” خليفة أطاح بحكم ابن عمه في انقلاب ابيض وابن خليفة أطاح بابيه في انقلاب تلفزيوني “.والجديد الذي كشف عنه عادل حمودة آنذاك نقلا عن جريدة الأهالي المصرية الصادرة في 31 كانون الثاني 1977 هو أن قطر عقدت مؤتمرا دوليا لجماعات إرهابية متطرفة … وجاء في الجريدة أن ” وزير الداخلية المصري حسن الألفي كشف النقاب أمام لجنة الشؤون العربية والخارجية والأمن القومي إن وزير الداخلية القطري عبدالله بن خالد الذي كان وزيرا للأوقاف ومقربا لعدة جماعات متطرفة قد نظم وهو يشغل منصب وزير الأوقاف اجتماعا للتنسيق بين قيادات لجماعات متطرفة حضره كل من أيمن الظواهري وشوقي الاسلامبولي ومصطفى حمزة وأسامة بن لادن ” وجاء أيضا أن الشيخ فهد ابن حاكم قطر من زوجته الأولى كان عراب هذا التنسيق .المثير للدهشة إن محطة الجزيرة القطرية لا تشير من قريب أو بعيد إلى مشيخة قطر والفضائح السياسية والعائلية التي ترتكب في هذه المشيخة … بل ولا تتم الإشارة إلى تاريخ مشيخة قطر وهو تاريخ يقوم على الغدر بين المحارم .والأسرة التي تحكم الآن في قطر ” أسرة آل ثاني ” هي أسرة سعودية هربت من نجد إلى قطر برئاسة الشيخ حمد آل ثاني الكبير الذي أسس مشيخة حاولت الاستقلال عن النفوذ السعودي … وعين الشيخ شقيقه خلفا له لأنه أصلح من ابنه خليفة لكن الشقيق ترك الحكم لابنه هو ولم يعيده لابن شقيقه وكانت تلك هي البذرة التي قام عليها نظام الحكم في المشيخة والتي أدت فيما بعد إلى انقلابات عائلية بعضها اتسم بالدموية … والبعض الأخر بالفضائحية مثل انقلاب حمد على أبيه خليفة عام 1995 .عندما استقلت قطر عن بريطانيا عام 1971 كانت المشيخة تحت حكم الشيخ احمد بن علي آل ثاني الذي أطيح بانقلاب عسكري نفذه ابن عمه الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني … وقام خليفة بتوطيد حكمه من خلال تسليم مفاصل الدولة لأولاده إلا انه لم يكن يعلم إن الضربة ستأتيه من حيث لا يحتسب … أي من ابنه البكر حمد.وحمد كان اكبر أولاد خليفة … وكان أفشلهم في الدراسة مما دفع بالأب إلى إخراج الابن من المدرسة قبل أن ينهي الثانوية العامة وإرساله إلى كلية ساندهيرست العسكرية في بريطانيا ولم يتمكن حمد من إنهاء الدراسة في الكلية المذكورة حيث فصل منها بعد تسعة أشهر ليعود إلى قطر برتبة جنرال … ليصبح قائدا للجيش ووليا للعهد في عام 1971 .تزويج حمد بموزة المسند شكل انقلابا في حياة حمد … وفي تاريخ المشيخة … وكانت صفقة الزواج بين آل خليفة وال المسند صفقة سياسية بالدرجة الأولى تهدف إلى وضع حد لطموحات آل المسند … ولم يكن الشيخ خليفة يتخيل إن ابنة خصمه ناصر المسند الصغيرة الجميلة ” موزة ” يمكن أن تدق المسمار الأخير في نعش خليفة نفسه .موزة دخلت إلى الأسرة كزوجة رابعة للشيخ الصغير حمد بن خليفة … الذي ارتبط ببنات عمومته … وبدل أن تعيش موزة على الهامش كما رسم وخطط لها ” حماها ” نسجت الشيخة خيوطها حول الشيخ الشاب غير المتعلم … الطامح بخلافة والده الذي بدا وكأنه لن يموت بدأت الحكاية في يوم الثلاثاء الموافق السابع والعشرين من حزيران يونيو عام 1995 … كان الشيخ خليفة قد غادر قطر إلى أوروبا في رحلة استجمام كعادة شيوخ الخليج الذين يهربون من حر الصيف إلى برودة أوروبا … ولم يكن الشيخ خليفة يعلم إن حفل الوداع الذي اجري له في مطار الدوحة كان الأخير … وان الابن حمد الذي قبل يد والده أمام عدسات التلفزيون كان قد انتهى من وضع خطته للإطاحة بابيه واستلام الحكم .في صبيحة يوم الثلاثاء … قطع تلفزيون قطر إرساله لإعلان البيان رقم واحد … وعرض التلفزيون صورا لوجهاء المشيخة وهم يقدمون البيعة للشيخ حمد خلفا لأبيه … وقيل فيما بعد إن المشاهد التي عرضت دون صوت كانت ممنتجة ومزورة … وقالت مصادر مقربة من الشيخ خليفة إن ابنه حمد وجه الدعوة إلى وجهاء المشيخة وقام التلفزيون بتصويرهم وهم يسلمون عليه دون أن يكونوا على علم بما يجري وهو الذي دفع مجلة روزاليوسف المصرية إلى وصف الانقلاب بأنه ” انقلاب تلفزيوني “.تمخض الانقلاب عن اعتقال 36 شخصا من المقربين للشيخ الأب خليفة وتم الزج بهم في سجن بوهامور …وكانت تلك هي بداية الانهيار الجديد في الأسرة الحاكمة … ففي فبراير 1996 أعلن عن اكتشاف مؤامرة لقلب نظام الحكم الجديد يتزعمها ابن عم الشيخ خليفة … ويبدو أن أولاد الشيخ حمد قد شاركوا بشكل أو بأخر فيها انتصارا لجدهم لذا تم طرد الشيخ فهد بن حمد من سلاح الدروع واتهامه بأنه ” إسلامي متطرف ” وتم وضع الشيخ مشعل بن حمد قيد الإقامة الجبرية … وقيل يومها إن الشيخين عزلا بضغط وتخطيط من الشيخة موزة حتى يخلو لولديها جاسم وتميم الجو … وهذا ما كان حيث أعلن في أكتوبر عام 1996 عن تعيين جاسم بن حمد وليا للعهد وهو الابن البكر للشيخة موزة وهو – مثل أبيه ومثل سائر أبناء حكام الخليج – تخرج من كلية ساندهيرست في بريطانيا دون أن يكمل تعليمه الثانوي العادي .الشيخة موزة – وفقا لما تقوله مصادر قطرية مطلعة – كانت عراب هذه الانقلابات في الأسرة الحاكمة وقد نفذتها اعتمادا على رأس حربة من أبناء العائلة نفسها … ونقصد بها الشيخ حمد بن جبر آل ثاني وزير الخارجية .الشيخ المعزول خليفة هو خال الشيخ حمد فزوجة خليفة هي أخت حمد وقيل إن الأخت قطعت علاقاتها بأخيها بل وأصدرت بيانا داخليا في أوساط العائلة وزعته من مقر إقامتها آنذاك في أبو ظبي أعلنت فيه براءتها من أخيها حمد ومن ولديها عبدالله ومحمد اللذين انضما إلى أخيهما حمد في انقلابه على أبيه بعد أن وزع حمد الكعكة على الجميع فمنح رئاسة الوزارة لعبدالله ونصب خاله وزيرا للخارجية وهو الأمر الذي دفع مجلة روزاليوسف إلى القول : ” لقد وصل الملك لير إلى الدوحة ” والملك لير هو بطل إحدى مسرحيات شكسبير وتقوم المسرحية المذكورة على الخيانات والغدر في أوساط العائلة الواحدة .وإذا كان الانقلاب التلفزيوني في قطر قد نجح في إيصال الشيخ حمد إلى حكم المشيخة إلا أن رفض الأب خليفة القبول بالأمر الواقع ودعمه لعملية الانقلاب الفاشلة كشف النقاب عن الكثير من إسرار الحكم في مشيخة قطر وعن علاقاتها الدولية والإقليمية .فقد تبين إن عائدات النفط تذهب بالكامل إلى حساب شخصي باسم الأمير – حوالي عشرة مليارات دولار – وان اقل من عشرين بالمائة من هذا الدخل يصرف على سكان المشيخة والأجهزة الخدماتية فيها … وتبين أيضا إن للأمير حصة معلومة في جميع الشركات والمؤسسات العاملة في المشيخة وان جميع رشاوى وعمولات صفقات العلاج والسلاح وخلافه تذهب إلى الأمير وأولاده .هذه الإسرار خرجت إلى العلن بعد أن قام الابن بالطلب رسميا من البنوك السويسرية بالحجر على أموال أبيه على اعتبار أنها تعود للمشيخة وتم حل المشكلة وراء الأبواب المغلقة وبوساطات عربية بعد تعهد الأب بالامتناع عن القيام بأية تحركات مريبة أو الاتصال بمؤيديه في الداخل وموافقته على تسليم كبار معاونيه ممن كانوا آنذاك يقيمون في هيلتون أبو ظبي .وإذا كانت الشيخة موزة قد نجحت في تنصيب ابنها جاسم وليا للعهد …إلا أن هذا لم يمنعها من تطوير علاقاتها ودورها في أوساط الأسرة الحاكمة حتى تضمن المشيخة لابنها بعد وفاة زوجها الذي يعاني من انهيار كلوي … بخاصة وان للشيخ الصغير أكثر من خصومة … فأخويه من زوجات أبيه يطلبان المشيخة لأنفسهما … وعمه القوي الشيخ عبدالله يرى نفسه أحق بولاية العهد … لذا فتحت الشيخة موزة نافذة على واشنطن … وسبقت ابنها الصغير في أول زيارة قام بها إلى أمريكا بعد أن تولى ولاية العهد وقيل يومها إن الشيخة تحاول أن تقدم نفسها كشيخة خليجية متحررة ترتدي الكاوبوي وتخرج دون محرم و لا تضع العباءة و النقاب ..و مع ذلك قوبلت زيارة ابن موزة إلى واشنطن باهتمام خاص من قبل أجهزة الإعلام لرغبة هذه الأجهزة في استنطاق الشيخ و معرفة الدور الذي لعبه على جده الشيخ خليفة و تنحية أخويه الأكبر منه سنا عن منصب ولاية العهد بل و إشرافه شخصيا على وضعهما قيد الإقامة الجبرية في الدوحة بعد اتهامهما بالتورط في محاولة الانقلاب التي استهدفت إرجاع الشيخ خليفة إلى الحكم.و الشيخ جاسم هو الابن الثالث من الزوجة الثالثة للشيخ حمد بن خليفة حاكم مشيخة قطر الذي عرف باهتماماته النسائية قبل أن ينقلب على أبيه بتحريض من أخر زوجاته الشيخة موزة …فقد تزوج حمد من ابنة عمه الشيخ محمد بن حمد آل ثاني وأنجب منها ابنه البكر الشيخ مشعل البالغ من العمر ثمانية و عشرون عاما كما أنجب منها ابنه الثاني الشيخ فهد…قبل أن يتزوج من ابنة عمه ثانية هي ابنة الشيخ خالد بن حمد آل ثاني و قد أنجب منها أولاده خالد و عبد الله و محمد و خليفة …. أما الزوجة الثالثة و الأخيرة فكانت الشيخة موزة بنت المسند و هي ليست من الشيوخ لكنها تنحدر من عائلة كانت تطمع بكرسي الحكم في المشيخة وغالبا ما كانت تلعب دور المعارضة إلى أن دخلت إلى قصر الحاكم من خلال الشيخة موزة لتتسلم الحكم من وراء الستار فتحرض زوجها على أبيه وأولاده وزوجاته من اجل استلام الحكم ثم تسليم ولاية العهد لابنها جاسم… وقد أنجبت إلى جانب جاسم أولادا آخرين أكثرهم شهرة ودونجوانية الشيخ تميم البالغ من العمر إحدى وعشرين سنة قضاها مشفطا سياراته الفاخرة أمام مدارس البنات ومع الممرضات الفيليبينيات … ولا ينافسه في هذه الموهبة إلا شقيقه الأصغر جوعان الذي أنهى مؤخرا الثانوية العامة بدرجة ممتاز جدا رغم انه لا يفك الخط.ومع إن تاريخ مشيخة قطر يقوم كله على الانقلابات والخيانات والغدر بالمحارم والأقارب … إلا أن ما فعله الشيخ حمد الحاكم الحالي جدير بان يدخل التاريخ كنموذج للنذالة وشهوة الحكم في أوضح صورها.فالشيخ حمد كان وليا لعهد أبيه…. أنهى دراسته الثانوية دفشا ثم التحق بكلية ساند هرست العسكرية في بريطانيا ليتخرج منها بكرش…. وبمهارة يحسد عليها في مطاردة النساء و صيد الحبارى وقد شارك والده في نهب دخل البلاد من النفط والغاز ثم استغل ذلك في شرشحة والده بعد الانقلاب عليه حيث اتهمه بالسرقة ولاختلاس. زواج حمد من موزة هو الذي قلب كيان الشيخ النسونجي وحوله إلى رجل طامع بالحكم ومع أن الحكم كان مقطوعا له باعتباره وليا للعهد إلا انه بدء يتضايق من نفوذ أولاد عمومه الذين جاهروا بأحقيتهم بالحكم فسارع إلى الإفطار بهم قبل أن يتعشوا به.موزة بدورها كانت الرأس المدبر لعملية الانقلاب .. كانت موزة تعلم أن ضرتيها – شيختان من آل ثاني- قد أقنعتا الجد الشيخ خليفة الاهتمام بحفيده الشيخ مشعل باعتباره الحاكم القادم وبخاصة إن والده الشيخ حمد المصاب بانهيار في عمل الكلى يمكن أن يموت بين ليلة وأخرى – حمد لم يمت فقد انتزع كلية من احد ى بناته وزرعها دون موافقة البنت وأمها وأشقائها- لذا سرعت موزة عملية انقلاب على الجد قبل موت زوجها وسارعت إلى اتهام الشيخ مشعل ابن زوجها من ضرتها الأولى بالتأمر مع جده على أبيه-زوجها- فغزلته من جميع مناصبه العسكرية التي تقلدها بعد عودته من كلية ساند هرست البريطانية ووضعته قيد الإقامة الجبرية بإشراف ولدها جاسم الذي يتولى إلى جانب منصب ولاية العهد جميع الشؤون الأمنية في المشيخة بما في ذلك رئاسة المخابرات القطرية.وكان مصير الأخ الثاني الشيخ فهد مشابها لمصير أخاه الشيخ مشعل فقد جرد الشيخ فهد من مناصبه العسكرية بعد إبهامه بالجنون و بدعم الأفغان العرب من خلال علاقته الوطيدة بأسامة بن لادن ..وكان الشيخ فهد قد مال في أيامه الأخيره إلى التدين فاتهم بالجنون ثم تم وضعه قيد الإقامة الجبرية بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة حيث اتهم بالتورط فيها لعلاقته بكبار الضباط الذين قاموا بها.. كما اتهم بإجراء اتصالات سرية مع جده عندما كان مقيما ولاجئا بالإمارات بهدف استقطاب العائلات القطرية المقيمة في أبو ظبي والتي كانت قد هاجرت إليها في الأربعينات والخمسينات بعد خلافها الشديد مع آل ثاني.زيارة جاسم ابن موزة إلى واشنطن تدخل ضمن محاولة الشيخ حمد استصدار شهادة حسن سلوك لابنه باعتباره الحاكم الجديد للمشيخة بخاصة و إن حمد يعلم أن الأوضاع الداخلية في قطر مرشحة للانفجار في أي لحظة… فإلى جانب تذمر كبار الضباط من الأوضاع الحالية – حتى أنهم أصدروا بيانا بتوقيع الضباط الأحرار- فان الصراع قد يقع أيضا بين الأشقاء أنفسهم , بخاصة وان الشيخين مشعل وفهد يحظيان بحب وتأييد القطريين وبدعم جدهما وأنصاره وبعض مشيخات الخليج المجاورة.زيارة جاسم إلى واشنطن وقبلها زيارة أمه موزة تهدف فيما تهدف إليه-وفقا لشيخ معارض من آل ثاني- إلى الحصول على ضمانات أمريكية بدعم الحكم الحالي سياسيا و عسكريا من خلال الوجود العسكري الأمريكي في قطر.مصادرنا في الدوحة تؤكد أن الحاكم الحالي للمشيخة قد عرض-مقابل ذلك- تطبيع علاقته بإسرائيل …. وفتح أنابيب الغاز القطري على مصارعيها لاضائة أوروبا … وتحويل الوجود العسكري الأمريكي في قطر إلى وجود دائم يفوق عدده وإمكاناته الوجود الأمريكي في القواعد الأمريكية في البحرين وخاصة قاعدة العديد الأمريكية الجوية في قطر …. فوفقا لتقرير نشرته جريدة وول ستريت جور نال مؤخرا فان مدرج هذا المطار يعتبر الأطول في جميع مطارات الشرق الأوسط إذا يبلغ طوله 4500 مترا وحظائر الطائرات فيه ترتفع عالية كالجبال وقد بلغت تكلفة بناء هذا المطار أكثر من مليار دولار رغم أن قطر لا تمتلك أكثر من 12 طائرة حربية .لكن القاعدة تعج بثلاثة آلاف عسكري أميركي، قاموا خلال الثمانية أشهر الأخيرة بإرسال المقاتلات الجوية، والدبابات المحمولة جوا، وطائرات التجسس، من هذا المكان إلى أفغانستان. وهم، في هذه القاعدة، قادرون على مشاهدة أفلام مثل فيلم «حرب النجوم» بنسخته الجديدة، داخل مسرح في الهواء الطلق، منصوب بشكل مؤقت، أو يقومون بالغطس في المسبحين وفرتهما لهم المؤسسة العسكرية. ونقلت الصحيفة عن المسئولين القطريين، قولهم إن ما يجري هو بالضبط ما يجب أن يكون إذ أنهم قاموا ببناء نصف القاعدة، لجذب الأميركيين. وضمن المهام التي لها أسبقية، الكيفية التي يستطيع المسئولون القطريون إبقاء القوات الأميركية فيها، أو حتى، إن أمكن، زيادة عددها، عند انتهاء الحرب في أفغانستان. وفي هذا السياق يقول الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، وزير الخارجية القطري: «نحن لا نستطيع الدفاع عن قطر، إذا قامت قوة كبيرة بمهاجمتنا. فنحن بحاجة إلى وجود القوات الأميركية والولايات المتحدة في حاجة إلينا». وإضافة إلى مدرج الإقلاع الطويل في القاعدة، شيدت قطر، مجمعا يضم 27 مستودعا يعيش فيها الجنود الأميركيون والدبابات والمدرعات التي قد تستخدم في أي حرب ضد العراق. وقالت «وول ستريت جور نال» إن لكل بلد من بلدان الخليج أسبابه للترحيب بالوجود الأميركي. ففي عمان التي تعتبر بلدا فقيرا وفق المعايير الخليجية قامت الولايات تساعدها بما لا يقل عن 50 مليون دولارا سنويا. أما في البحرين حيث نضبت موارد النفط الشحيح، فتكمن الأسبقية في جذب المستثمرين الأجانب إلى البحرين مع تنامي الخدمات المصرفية فيها. فكجزء من هذه الحملة قام الملك بإنهاء الرقابة على الإعلام والمبادرة إلى إجراء انتخابات حرة. وهو دائما يؤكد أن علاقة بلده بالولايات المتحدة عسكريا هي الضمان لاستقرار البحرين وأمنها. وتمتاز قطر عن جارتها البحرين بغنى مواردها النفطية التي يعتقد الخبراء أنها ستصبح بفضل النفط صاحبة أعلى دخل وطني بالنسبة لعدد سكانها. وبدأت قطر قبل ثلاثة أعوام بتهيئة أرضها لاستقبال القوات الأميركية بحجم كبير. وابلغ الأمير الشيخ حمد بن خليفة ضيوفاً أميركيين زاروه بقصره، عن رغبته في استقبال 10 آلاف عسكري أميركي ليقيموا بشكل دائم في قاعدة «العٌديد» الجوية التي كانت لا تزال في حينه في طور البناء. وجدد هذا العرض حينما زاره وليام كوهين وزير الدفاع الأميركي السابق والجنرال زيني. وللبرهنة على أن بإمكان الأميركيين الاعتماد عليهم في أوقات الشدة، فتح القطريون مدرجات الإقلاع الجوية أمام الطائرات الأميركية لأداء مهام عسكرية ضد العراق في فترة التسعينات بعد رفض المملكة العربية السعودية السماح لهم من أراضيها. ثم جاءت هجمات 11 سبتمبر (أيلول) على مركز التجارة العالمي في نيويورك ومقر وزارة الدفاع (البنتاغون) في واشنطن، لتفتح الطريق لثلاثة آلاف عسكري أميركي كي يقيموا في قاعدة «العٌديد» الجوية حيث قاموا ببناء مدينة عملاقة تغطيها خيمة ضخمة وتسندها أعمدة خشبية عملاقة، وبهذا تم إنشاء الموقع القيادي العسكري لإدارة العمليات العسكرية. ويقول المسئولون الأميركيون والقطريون إنهم قريبون من اليوم الذي سيصبح فيه الوجود العسكري الأميركي دائما في قطر. إذ تفكر الولايات المتحدة في الإبقاء في قطر وبشكل دائم، على 50 طائرة حربية وعدة آلاف من جنودها، وعرضت قطر إنفاق 400 مليون دولار لتطوير القاعدة الجوية، عبر بناء بيوت ثابتة ومستودعات لخزن وقود الطائرات بمعدل مليون غالون مع بناء مواقع الإدارة والقيادة. من جانبها تريد قطر ضمانات أميركية مكتوبة بأن الوجود العسكري الأميركي سيكون دائما.ويبقى السؤال الملح وهو : إلى متى سيبقى الدعم الأمريكي لحكام مشيخة قطر قائما بخاصة في ظل انتهاك حقوق الإنسان الذي يمارس يوميا في المشيخة … وفي ظل وجود علاقات مشبوهة بين حكام المشيخة وجهات متطرفة تعتبرها الولايات المتحدة ” إرهابية “.والى متى ستحافظ المشيخة على استقرارها الداخلي بخاصة وان الأمير يعاني من فشل كلوي … وغيابه المفاجئ في ظل وجود أبيه في السعودية سيؤدي إلى خلط الأوراق مجددا !!
No comments:
Post a Comment